يافا
تقع مدينة
يافا على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط.
هي إحدى نوافذ فلسطين على البحر،
وعبرها يتم اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط
والدول الأوروبية
والأفريقية والأميركية.
وكانت منذ القدم محطة رئيسية تتلاقى فيها بضائع الشرق والغرب. كما كانت جسر
عبور للقوافل التجارية بين مصر وبلاد الشام لأنها في منتصف السهل الساحلي
الفلسطيني الذي يعد من أكثر الطرق التجارية يسرا وسهولة وأمانة. وكان السهل
الساحلي معبرا مفضلا للجيوش المتجهة نحو مصر جنوبا أو نحو بلاد الشام شمالا
وشرقا.
افتتح ميناء يافا عام
1936
وأدى إلى ازدهار المدينة ونشاطها الاقتصادي، فشهدت حركة تجارية منقطعة
النظير. وبه صارت عقدة مواصلات بحرية إضافة إلى البرية.
ويمتاز السهل الساحلي الذي تقوم يافا في وسطه بانبساط أرضه وخصب تربته
وتوافر مياهه واعتدال مناخه واستقامة ساحله. وتعتبر تربتها من أخصب الترب
في فلسطين. وهي صالحة لزراعة جميع أنواع المحاصيل الزراعية بصفة عامة،
والحمضيات بصفة خاصة.
يجري في أراضي يافا الشمالية نهر العوجا، وتمتد على جانبي النهر بساتين
الحمضيات التي جعلت من هذه البقعة متنزها محليا لسكان يافا يؤمونهم في عطل
نهايات الأسبوع، وفي المناسبات والأعياد.
مناخ يافا مناخ حوض البحر المتوسط، ويندر أن يحدث الصقيع أو ينزل الثلج في
منطقة يافا، الأمر الذي يساعد أشجار الحمضيات على النمو.
موقع يافا الجغرافي أكسبها أهمية حربية وتجارية وزراعية، فكانت على مر
التاريخ معبرا للغزاة والتجار والحجاج. وكانت بابا لفلسطين ومدخلا إلى
القدس. وقد تطلعت إليها دول وأقوام كثيرة، وحوصرت وفتحت وخربت وأعيد بناؤها
مرارا.
واسم مدينة يافا تحريف لكلمة " يافي " الكنعانية، ومعناها الجميلة. وكان
سكانها يعملون قديما في الصيد والزراعة، وإلى جانب ذلك ظهر فيها بعض
الصناعات المبكرة كالغزل والنسيج وعصر الزيت والخمور وصناعة الفخار.
وبدأت بتقدم بناء السفن علاقات التجارة مع مصر وسواحل آسيا الصغرى وجزر بحر
إيجة، فظهرت تأثيرات الفن المصري والإيجي في يافا ومدن الساحل الفلسطيني
الأخرى.
وقد شهدت يافا في القرن الثامن عشر حركة عمرانية، وزادت فيها حركة
المسافرين، وبدأ إحياء بعض الصناعات فيها كصناعة الصابون وغزل القطن. وورد
أول ذكر برتقال يافا عام
1751م.
وأخذت تنمو بخطوات سريعة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فزاد
عمرانها وكبرت مساحتها. وافتتح بها أول خط سكة حديد في فلسطين يربط يافا
بالقدس عام
1892.
وظلت يافا حتى الحرب العالمية الأولى ميناء فلسطين الأول، وكانت السفن تنقل
إليها البضائع وتحمل منها البرتقال والصابون والحبوب وغيرها. واتصف بحارتها
بالجرأة والمهارة في الملاحة في مرفأ معرض للأنواء.
وللصناعة دور في اقتصاديات يافا، لكنه لا يصل إلى مرتبة دوري التجارة
والزراعة. ففيها معامل للتبغ والبلاط والقرميد وسكب الحديد والنسيج والبسط
والورق والزجاج وعدة مصابن ومدابغ ومطابع. كما أن صناعة طحن الغلال من بين
أهم الصناعات الغذائية في يافا.
وتعتبر شواطئ يافا من أهم مراكز صيد الأسماك في فلسطين.
وازدهرت السياحة في يافا، فكانت محط أنظار السياح الذين يؤمونها من داخل
فلسطين وخارجها لمشاهدة الأماكن الأثرية والتاريخية، وللاستجمام فوق
شواطئها الجميلة وفي البساتين المحاذية لنهر العوجا.
كما كانت يافا مركز النشاط الثقافي والأدبي في فلسطين.