كانت جزيرة البحرين عرضة للصراعات القبلية
وساحة للمعارك العائلية بغية الاستيلاء
عليها وحكمها. وتذكر كتب التاريخ والمؤرخون
أنها تعرضت للكثير من الغزوات ونشبت فيها
العديد من المعارك للغرض ذاته. وقد حكم
البحرين قبائل عدة إضافة إلى أنها صارت
مستعمرة لإمارات عدة. ونحن نسلط الضوء على
الفترة من الخلافة العباسية وحتى يومنا هذا.
وقد حكم البحرين كل من:
1- صاحب الزنج (في عهد الدولة العباسية): وهو
علي بن محمد من أهالي طالقان. قتل عام (270هـ-883م).
وعادت جزيرة البحرين للحكم العباسي.
2- قبيلة القرامطة (286هـ - 899م): فرقة نشأت عام 890
م أسسها حمدان قرمط في العراق وتوسع نفوذها
فاستولوا على الاحساء وجزيرة البحرين وعمان
والقطيف.
3- أبو البهلول (القران الرابع للهجرة): وهو
العوام بن محمد، تمرد على القرامطة ودحرهم
في معركة تسمى كسكوس.
4- ابن العياش: وهو زكريا بت يحيى بن العياش،
دحر أبو البهلول من جزيرة البحرين بعد تغلب
أبيه على القرامطة في القطيف، ليستولي على
أول والساحل الشرقي للجزيرة العربية.
5- العيونيون (منتصف القرن الخامس للهجرة):
قبيلة عربية تأسست في الإحساء نسبة لعبدالله
العيوني من العيون شرق الإحساء. احتلوا
القطيف بعد معركة دامت سبع سنوات، وثم
اقتحموا جزيرة البحرين وفر منها ابن العياش.
حكم 22 حاكما من العيونيين خلال 250 سنة.
6- حاكم جزيرة قيس (549هـ) وهو أبو كرزاز بن سعد
أراد الاستيلاء على جزيرة البحرين، فألف قوة
بحرية نزلت في جزيرة سترة وتصدى لها
العيونيون وقتلوا منهم 2800 جندي وفر الباقون.
7- الزنكيون (633-1345): نسبة إلى أبو بكر زنكي.
استولت قبيلة الزنك على بلاد فارس وجزيرة
قيس زحفوا للقطيف والإحساء وجزيرة البحرين.
8- بني عصفور (651هـ): نسبة إلى بنى عامر بني
صعصعة، حاربوا الزنكيين وانتزعوا العرش
منهم.
9- المغول (1400م): سيطرت المغول على أرجاء كبيرة
من الجزيرة العربية وبلاد الشام ومدون
العراق. ومن ضمنها جزيرة البحرين.
10- البرتغاليون (القرن 15 ميلادي): جاؤوا
لجزيرة البحرين للبحث عن مصادر الحرير
والمحاصيل الزراعية فاستولوا عليها وبنو
فيها القواعد البحرية عام (1507-913هـ) والقلاع.
11- الصفويون (1031هـ-1622م): نسبة إلى الشيخ صفي من
منطقة أردبيل. استغلوا الخلاف الواقع بين
البرتغاليين والأتراك فاستولوا على جزر
الخليج العربي. وفي عام (1036هـ-1630م) حصل خلاف
بين أمراء بلاد القديم وجدحفص (وهما من أكبر
مناطق البحرين سابقا). فرفعوا شكواهم إلى
الشاه عباس الصفوي فانتهز الفرصة ليبسط
سلطته على جزيرة البحرين منصبا أميرا عليها
من قبله يدعى سونداك سلطان. وانفصلت البحرين
عن الحكم الفارسي عام (1063هـ-1679م).
12- الشيخ جبري: (999هـ): نزحت الأمارة الجبرية
من الإحساء لجزيرة البحرين، واستقر بهم
الحال فيها تسيّد الشيخ جبري وال عليها بحد
السيف عام 1076هـ إلى أن أزيحت الأمارة
الجبرية على يد عامل الشاه عباس بشيراز.
13- الشيخ جبارة: وهو أحد الهولة الإيرانيين
الذي حكم جزيرة البحرين بأمر من الشاه عباس
بعد سقوط الأمارة الجبرية.
14- العهد الأفشاري (1150هـ - 1737م): قاد نادر قلي
الأفشاري وهو ضابطا في جيش الشاه انقلابا
عسكريا على الشاه عباس الثالث، وانتزع الحكم
منه ليولي نفسه حاكما على بلاد الفرس. وبعد
عملية الانقلاب انتزع جزيرة البحرين من يد
الشيخ جبارة عام 1150هـ وعين حاكما عربيا
عليها يدعى محمد بن ماجد آل ماجد البلادي.
15- سلطان مسقط (1151هـ1739م): بعد انسحاب الجيش
الإيراني من جزيرة البحرين هاجمها سلطان
مسقط ويدعى سيف بن سلطان ونجح بعد معركة
دامية في ضم البحرين لسلطنته، وبعد عام (1152هـ)
عاد الجيش الإيراني لجزيرة البحرين وتمكن من
قتل سلطان مسقط واستيراد جزيرة البحرين
لأمارة الشاه.
16- آل مذكور (1152هـ): بعد استيلاء إيران على
جزيرة البحرين من جديد، عين الشاه آل مذكور
عائلة حاكمة على البحرين. فخاض الحاكم
الثالث من آل مذكور ويدعى نصر حملة على أهل
العتوب في الزبارة عام 1197هـ وفشلت حملته.
فذهب نصر لإيران ليطلب النجدة مخلفا وزيره
الحاج مدن الجدحفصي واليا مؤقتا على جزيرة
البحرين لحين عودته. فاستغل أحمد الفاتح ابن
محمد آل خليفة حاكم الزبارة سفر نصر واضطراب
الشأن الداخلي في جزيرة البحرين، فهاجمها
واستولى عليها. وطَردت عائلة آل خليفة عائلة
مذكور لإيران، لتنصب الأولى نفسها حاكمة على
جزيرة البحرين، في زمن لم يشهد بالاستقرار
والأمن، وعرف بالحروب والمعارك.
17- آل خليفة (1195هـ- 1783م): تحالفت القبائل التي
تسكن في الزبارة ونجد وهي الجلاهمة، آل مسلم،
آل بن علي، آل سودان، آل بو عينين، القبيسات،
آل السليط، الممانعة، أبو الظلوف والسادة.
مع قبيلة آل خليفة في حربها مع الإيرانيين،
وأثر تغلبهم على الشاه نصبت آل خليفة
بمبايعة أهل جزيرة البحرين ولاة عليها. وكان
ولاء عرب جزيرة البحرين لقبيلة آل خليفة
قائما على أساس العروبة.
في عام 1868 م وقعت بريطانيا معاهدة مع حكام
جزيرة البحرين (آل خليفة) يهدف لتعزيز الحكم
للعائلة الحاكمة، الذي استمر بالوراثة حتى
يومنا هذا.
